فجر يوم الأربعاء 20 يوليوز على الساعة 4:06 بتوقيت المغرب، هو موعد عزف النشيد الوطني في سماء يوجين وإعادة توزيع الميداليات بالطريقة التقليدية سيكون، بعد نهاية سباقات الفترة المسائية، وكل هذا بفضل ابن فاس، الهادئ والخلوق، الذي ثار في وجه الظروف وتخطى ضعف الإمكانيات ليشق طريقه نحو المجد والذهب.
سفيان اختار سباق 3000 متر موانع كتخصص، ورسم لنفسه خارطة طريق نحو الميداليات ولم يقنعه غير الذهب منها، أينما حل وارتحل، يستهدف أن يكون اسمه مرتبطا بالرقم واحد، حيث يرفرف العلم المغربي عاليا ويعزف النشيد الوطني بافتخار.
البقالي اكتشف البوديوم من بوابة بطولة العالم لندن 2017، بحصوله على الميدالية الفضية، وحصل على نفسها في البطولة الماسية لنفس السنة والتي جرت أطوارها بالعاصمة الرباط، قبل أن يتذوق البقالي طعم الذهب لأول مرة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2018 بتاراغون الإسبانية.
التتويج يجعلك محط أنظار خصومك ويدفعهم للتحضير بشكل مكثف لمواجهتك المقبلة، كما أن الاستمرار في القمة يتطلب جهدا مضاعفا وتحضيرا خاصا،.. عوامل فرضت على البقالي أن يكتفي بفضية البطولة الإفريقية ب “أسابا النيجيرية” 2018 وفضية البطولة الماسية زيوريخ 2018.
في سنة 2019، استعصى على سفيان أن يتذوق الذهب مرة أخرى، و تأرجح بين البرونز في البطولة الإفريقية في العاصمة الرباط وبطولة العالم في الدوحة القطرية، وفضية البطولة الماسية.
وباء كورونا والحجر الصحي، أعطى فرصة للبقالي لترتيب الأوراق ونفض الغبار عنه، ليجد ذاته ويعانق ما يليق به، ويضيف لقبا أولمبيا لسيرته بذهبية دورة طوكيو 2021 واضعا نفسه في القمة و في يديه ذهب وراية مغربية.
البقالي لم يكرر الأخطاء الماضية، ومنح المغرب أول ذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى منذ ذهبية جواد غريب في الماراطون في دورة هلسينكي 2005، والأولى في مسافة 3000م موانع.
البقالي هو أول عداء غير-كيني يجمع بين ذهبيتي بطولة العالم والألعاب الأولمبية في مسافة 3000م موانع، كما أنه صاحب آخر ثلاث ميداليات تحصل عليها المغرب في بطولات العالم لألعاب القوى.
إنجاز البقالي جعل مسافة 3000م موانع، هي خامس مسافة يتوج فيها المغرب بالذهب بعد 5000م و 400م حواجز و 1500م والماراثون.
ذهبية البقالي هي ال31 في تاريخ مشاركات المغرب في بطولات العالم و الذهبية رقم 11 في البطولة، كسر بها هيمنة الكينيين على ذهبية السباق في بطولة العالم منذ 15 سنة.
شكرا سفيان.