استبشرت الجماهير الرجاوية خيرا بانتخاب عزيز البدراوي رئيسا جديدا لفريق الرجاء الرياضي لكرة القدم، بتقديمه لوعود مختلفة وكبيرة، كان أهمها “صناعة فريق قوي بانتدابات سوبر” لمنح النسر قوة جديدة على التحليق في سماء المجد، وإعادته إلى مكانه الطبيعي في البوديوم، لكن ما إن انطلق الموسم حتى تبخرت الأحلام ولم يستطع الغربال إخفاء شمس الواقع.
وبصم فريق الرجاء على انطلاقة سيئة ونتائج سلبية، بعدما ظهر بوجه شاحب في مبارياته الأولى والتي حصد فيها ثلاث نقاط فقط من اثنتي عشر ممكنة، من ثلاثة تعادلات وهزيمة واحدة، امتاز فيها الفريق الأخضر بضعف المردود على جميع المستويات، تقنيا وتكتيكيا وبدنيا.
وطرحت الجماهير الرجاوية العديد من الأسئلة حول الاختيارات التقنية في تشكيلة الفريق ومن المسؤول عنها، خاصة رسمية بعض اللاعبين والتي وصفتها ب”الحصانة”، رغم تراجع مستوياتهم وتقديمهم لمردود سيء في أغلب المباريات مقابل تجاهل بعض الأسماء وإبقائها حبيسة دكة البدلاء رغم أنها تميزت عن الأساسيين وبرهنت أحقيتها عند دخولها كبديلة.
وباستعادة شريط الأحداث، سنحاول التطرق إلى خمسة محاور جعلت الرجاء يعيش على وقع العشوائية التقنية والاختيارات المبهمة والتي تسببت في غضبة الجماهير.
1* ضعف الميركاتو:
صفقات الرجاء لم تكن بتلك القوة التي روج لها رئيس الفريق عزيز البدراوي، إذ فشل المكتب المسير للنسور في الفوز في صراع الميركاتو الصيفي وانسحب في العديد من المفاوضات، مفضلا الحل الأسهل وحسم تعاقدات كانت كلها بشكل مجاني للاعبين انتهت عقودهم مع فرقهم السابقة، باستثناء ثلاثة منهم ويتعلق الأمر بكل من أكسيل مايي، روجي أهولو واستعارة حمزة خابا.
2* حصانة بعض اللاعبين:
استغربت الجماهير الرجاوية من استمرار بعض اللاعبين في التشكيلة الرسمية وحصولهم على “حصانة” بالرغم من تراجع مستواهم بشكل كبير، خلال الموسم الماضي أو بداية الموسم الحالي، إضافة إلى أن بعضهم لم يخض الفترة التحضيرية مع الفريق، وعاد مباشرة ليجد مكانه “محفوظا ومضمونا”.
3* اختيارات مبهمة:
لم يتقبل العديد من أنصار الرجاء استمرار تجاهل بعض الأسماء التي ظلت حبيسة دكة البدلاء رغم أنها برهنت على مستواها في كل مرة تدخل كبديلة، وتقدم مردودا أفضل من الأساسيين في الدقائق القليلة التي تلعبها، إضافة إلى تساؤلها عن أسباب غياب أسماء أخرى عن لائحة الفريق بشكل عام.
4* تشكيل عشوائي:
بعد مرور أربع مباريات، لم يستقر فريق الرجاء على تشكيل محدد أو نهج تكتيكي واضح، إذ تغيرت أسماء عدد من اللاعبين وتغيرت معها المراكز، ولم يتضح الشكل الفني والخطة المعتمدة من المدرب (سواء فوزي البنزرتي أو منذر لكبير) خلال الفترة الماضية، فصار الفريق الأخضر أشبه بحقل تجارب في مرحلة انتقالية صعبة.
5* تكرار نفس الأخطاء:
باتت مباريات الرجاء الرياضي نسخة مكررة لمجموعة من الأخطاء، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، خصوصا بعض اللاعبين الذين تراجع مستواهم وآخرون لم يطوروا من أنفسهم، لتجد الجماهير الرجاوية نفسها أمام تساؤل كبير “هل المشاهد لمباريات الفريق يملك دهاء وذكاء كرويا كبيرا يفوق من يقود النادي أم أنه معضلة وعمى تقني عجزت الأطقم المتوالية على تدريب الفريق عن اكتشافه وإصلاح الخلل؟”.
ويتوسم الجمهور الرجاوي خيرا في مباراة الفريق الأخضر أمام فريق جمعية نجيليك النيجري، لرؤية تغيير على التشكيلة الرسمية والمردود العام إلى جانب بصمة المدرب الجديد منذر لكبير، في أول اختبار حقيقي له ولأفكاره التقنية.