كانت مباريات كرة القدم، عند اكتشافها، تدار بواسطة حكمين، كل فريق يعين حكما خاصا به، وكانت أغلب المقابلات الكروية تنتهي – بسبب ذلك – بالشجار والمشاكل نتيجة اختلاف قرارات الحكمين وتحيز كل واحد منهما للفريق الذي عينه؛ إلى أن حلت سنة 1891 عندما تقرر ان يكون حكم واحد فقط وسط الميدان يدير المباراة، وأصبح هو المسؤول الوحيد عن تسيير المباراة، وتطبيق القوانين.
ورغم أن قوانين التحكيم تطورت بشكل متسارع بعد تلك السنة (كمثال: لم تكن البطاقات الصفراء والحمراء قبل تلك السنة، ولم يكن يسمح بإجراء تغييرات…..)، إلا أن أول كأس العالم سنة 1930، طلبت الفيفا من كل منتخب مشارك اصطحاب حكم معه (طبعا ليحكم مباراة لا يكون بلده طرفا فيها)، ورغم ذلك فقد تم التشكيك في الكثير من القرارات التحكيمية، وهو ما دفع الفيفا، بعد ذلك، إلى اختيار حكام البطولة العالمية بنفسه بناء على الكفاءة والحياد وقوة شخصية الحكم.
في المغرب، كلما اقترب الديربي، فإننا نعود إلى ما قبل 1930، لأن التكتم على حكم مباراة الديربي يخلق جدلا واسعا، وكأن هناك من يريد حكما على مقاسه، كما فعلت منتخبات كأس العالم 1930.
ومن يدري، لعلنا في المغرب نعود إلى ما قبل 1891، وتخرج لنا المديرية بقرار يقضي بتعيين حكمين لمباراة واحدة يعينهما الفريقان المتنافسان، وتكون المديرية بذلك في حل من الانتقادات والشكوك التي تحوم حول تعييناتها، ودفاعها عن أخطاء الحكام ب(نية سليمة أو مبيتة).