قبل ساعة من انطلاق مباراة الرجاء الرياضي وضيفه الفتح الرباطي، التي أجريت يوم السبت 29 أكتوبر 2022 بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، برسم الجولة السابعة من البطولة الاحترافية، كشفت مجموعات “الكورفا سود” عن رسالة التيفو والتي اختارت لها عبارة “تجري الرّياحُ كما تجري سفينتنا ** نحن الرّياحُ ونحن البحرُ والسّفنُ”، وهي واحدة من أعظم الردود التي تداولها العرب كرد على شاعر العرب “أبو الطيّب المُتنبّي” في قوله: “مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ ** تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ”.
بصعود الفريقين لأرضية الملعب، رفعت الجماهير الرجاوية التيفو الأول الذي يجسد “باخرة بشراع شعار نادي الرجاء”، قبل أن تضيف ثاني تيفو والذي اختارت له كلمة “كاريزما”، في واحدة من اللحظات الإبداعية المحضة لفنون المدرجات التي تزين الملاعب في كل مرة.
البيت الشعري الشهير للمتنبي والذي حفظناه منذ صغرنا، لطالما رسخ في الأذهان فكرة القبول بأي شيء والاستسلام للفشل والهزيمة والتكيف مع الظروف حتى وإن كانت ضد رغبة وأهداف الشخص.
أما رسالة الجماهير فكانت واضحة وجلية، وفكرتها هي ضد ما جاء في بيت المتنبي، ودعوة صريحة لصناعة الواقع وتطويعه وصناعة الحياة والأمل والانطلاق نحو الأهداف المسطرة والوقوف في وجه من يحاول عرقلة سير السفينة الخضراء، التي تهدف إلى إعادة النسر إلى مكانه الطبيعي بين الكبار في طريق حصد الألقاب.
الجزء الثاني من التيفو/الرسالة، كان القطعة المفقودة في أحجية الرجاء في السنوات الأخيرة وبشكل كبير، وهي “الكاريزما” التي جعلت من الفريق مختلفا في خارطة كرة القدم الوطنية والإفريقية، رياضيا، فنيا، تسييريا وجماهيريا.
لطالما كانت “كاريزما الرجاء” أساسا لانجازاته التاريخية، جاذبية مقنعة وسحرا ملهما وقوة حيوية، بداية من طريقة تأسيسه مرورا بأسلوب لعبه “دقة دقة” ووصولا إلى البالماريس المدجج بالألقاب، جعلته علامة فارقة واسما بارزا يغرد خارج السرب، لكنه يجر وراءه ملايين المحبين والمشجعين للنسر الأخضر.
الجماهير الخضراء طالبت مكونات الرجاء من مسيرين وإداريين وتقنيين ولاعبين وأنصار، بالتحلي ب”كاريزما” البطل ونفض الغبار عن أنفسهم وتصحيح المسار، بعد البداية المتعثرة والتقلبات الكثيرة التي لازمت الفريق خلال فترة انتقالية صعبة، رمت به في دوامة النتائج السلبية.
فوز الرجاء يوم أمس أمام الفتح الرباطي برسم الجولة السابعة من البطولة الاحترافية، لم يقنع عشاق الفريق ولم يمنحهم راحة واطمئنانا نفسيا على الفريق الذي أحبوه وعشقوه وساندوه ولا زالوا يساندونه، لكنه كان يحمل في طياته شيئا أشبه بجرعة معنوية مخدرة، قد تكون كاذبة إذا ما اقتنعت مكونات البيت الأخضر أن الفريق استعاد عافيته.
رسالة الجماهير لا تحتاج للكثير من البحث والشرح، تحتاج لتطبيق مباشر، تحتاج لرجال يقاتلون من أجل الفريق، على كل المستويات، من رئيس الفريق، عزيز البدراوي، إلى آخر العاملين في النادي، لقيادة “سفينة الرجاء” ب”كاريزما” نحو المجد.