فاز أسود الأطلس على كندا وتأهلوا إلى ثمن نهائي كأس العالم قطر 2022، والطبيعي أن تعم الفرحة أرجاء المملكة من طنجة إلى الڭويرة وبين الجالية المغربية في كل أرجاء العالم وبشكل خاص عند الجماهير المغربية التي حطت رحالها بقطر لتشجيع المنتخب المغربي، لكن ما حدث لم يكن في الحسبان واقترب من الخيال.
بعد خروج قطر وتونس والسعودية، حمل المنتخب المغربي على عاتقه آمال الكرة العربية لمواصلة الرحلة في أول كأس عالم يقام على أراض عربية، وتزكية ما قدمه خلال المبارتين الأولتين أمام كرواتيا وبلجيكا وتحقيق إنجاز تاريخي لم يسبق أن حققه أي منتخب عربي، بالتأهل على رأس المجموعة بسبع نقاط.
تشجيع المنتخب المغربي تحول إلى قضية قومية فرضت استبدال الأعلام العربية براية حمراء بها نجمة خضراء، واجتمعت الناس أمام شاشات التلفاز في كل دول العالم العربي ليشهدوا على إنجاز كتيبة وليد الركراكي التي دهست كندا في طريق التأهل إلى دور الثمن فانتشرت الفرحة كالوباء، وباء معد جميل يفرح ولا يؤذي، يجمع ولا يفرق، من المغرب إلى عمان ومن سوريا إلى الصومال.
الجماهير العربية احتفلت بالمنتخب المغربي، فغنت له في فلسطين، ورقصت معه في مصر، واهتزت له السعودية، وفرحت به في سوريا، .. وحتى إن أصرت “الأقلية القليييييييلة” على الاحتفاظ بحقدها الدفين والتغريد خارج السرب، لكن كل بلد عربي أصيل أخذ نصيبه مما حقق المغرب، تحت شعار “الوحدة العربية” والتي فشلت فيه القمة العربية الأخيرة.
إن لم تسعفكم الظروف لتكونوا في دوحة العرب وتشهدوا على ما فعله المغاربة، خذوا فقط ساعة من وقتكم وتجولوا في مواقع التواصل الاجتماعي، وتمتعوا بمقاطع الفيديوهات والصور المنتشرة في كل الصفحات والحسابات، فرحا واحتفالا بتأهل الأسود إلى الدور الثاني، وكيف أجمع العرب على تشجيعهم ك “آخر الفرسان” الذي يحمل لواء العروبة في مونديال قطر.
الرحلة مستمرة والأمل موجود، والرغبة حاضرة والثقة كاملة وضعناها في كتيبة وليد الركراكي لمواصلة حلم المونديال وتجاوز عقبة المنتخب الإسباني في دور الثمن وتحقيق إنجاز عربي مغربي فريد من نوعه والوصول إلى دور ربع النهائي،.. فما دام الأمل طريقا فسنحياه.