شكل طرد يحيى جبران، عميد فريق الوداد الرياضي لكرة القدم أمام الهلال السعودي، نقطة تحول كبيرة في سير المباراة وتحديد مصيرها، والمساهمة في خروج الفريق الأحمر من الباب الصغير لمنافسات كأس العالم للأندية بالضربات الترجيحية.
ورغم أن الفيفا عقدت اجتماعا مع لاعبي الوداد الرياضي والطاقم التقني ونبهتهم إلى ضرورة تفادي الاحتجاجات المتكررة على حكم المباراة، إلا أن بعض لاعبي الوداد بالغوا في ذلك خاصة العميد يحيى جبران، الأمر الذي كلفه الطرد، وأربك حسابات الفريق الأحمر، في تصرف وصفته الجماهير الودادية خاصة والمغربية عامة ب”الصبياني وغير المسؤول”، الذي ستتواصل تبعاته في دوري أبطال إفريقيا.
ما يحز في النفس، هو طريقة تلقي يحيى جبران، كعميد للفريق الودادي، للبطاقة الصفراء الثانية، والتي كان من الممكن جدا تفاديها بضبط النفس والتعامل بعقلانية في وضع حساس وصعب وتوقيت حاسم، وهو الأمر الذي لم تستسغه الجماهير الودادية بعد يومين تقريبا من إقصاء الوداد.
“طرد جبران” ليس بحالة شاذة ولا تتعلق باللاعب وشخصه، ويمكن إسقاطها على جميع لاعبي البطولة الوطنية وطريقة تعاملهم مع الحكام أو بالأحرى علاقة “حكم/لاعب”، والتي تتميز بغياب الاعتدال والوسطية.
علاقة “حكم/لاعب” في منظومة كرة القدم الوطنية تتلخص في “تساهل كبير للحكام مع بعض اللاعبين = يساوي احتجاج غير مبرر وبدون سبب” أو “حزم وصلابة وقصوحية = غياب لغة الحوار بين اللاعب والحكم لشرح بعض الوقائع”، ما يضع اللاعبين والحكام في مواقف محرجة في المنافسات القارية.
مخلفات “إرضاء الخواطر” و “القصوحية الزايدة” تجلت في طرد جبران بسذاجة وقبله لاعبين آخرين في عدد من الحالات المشابهة، كما شهدناها في عدة مناسبات لحكام مغاربة فشلوا في إدارة مباريات في المنافسات القارية بسبب ضعف تكوينهم، خصوصا من ناحية التواصل وتسيير أدوار المباراة.
الدعوة موجهة للطرفين، “لاعبين” و “حكام”، لمراجعة الأوراق وتطوير المردود والرفع من مستوى التكوين، للسير قدما على خط متواز مع المكتسبات وتقديم صورة تليق بما حققه المنتخب الوطني المغربي في كأس العالم قطر 2022.