أ.ص
غريب ما يقع داخل فريق الوداد الرياضي في موسم واحد، موسم كان من المفروض أن يكون لمواصلة التألق وتأكيد النتائج والاستمرار في الزحف نحو الألقاب والتتويجات، موسم جاء بعد “عام وليد الركراكي” الذي وضع أسس فريق قوي ومتجانس بعقلية فولاذية.
استبشرت جماهير الوداد خيرا في ظل الحفاظ على الركائز والثوابت، وابتلعت مرارة خسارة نهائي كأس العرش أمام نهضة بركان بضربات الجزاء الترجيحية، خاصة أنها كانت منتشية بتحقيق لقبي البطولة الاحترافية ودوري أبطال إفريقيا، ظنا منها أن القادم سيكون أفضل.
لكن ما كان لم يكن في الحسبان، دخل الفريق الأحمر في دوامة تسييرية وتقنية، بداية بتعيين الحسين عموتة كمدرب للفريق وغيابه عن المعسكر الاعدادي لالتزامه بتدريب المنتخب المحلي ليفتح باب ازدواجية المهام، ثم يضيع بعدها لقب كأس السوبر الإفريقي على يد النهضة البركانية.
بعد ذلك، زاد عموتة الوضع سوءا بعدما فضل الاشتغال كمحلل رياضي في إحدى القنوات العربية في منافسات كأس العالم قطر 2022، عوض تدريب الوداد تاركا وراءه فراغا تقنيا في الدكة الحمراء، ترتب عنه إقالته وتعيين المهدي النفطي قبل أيام من انطلاق كأس العالم للأندية.
العيش على الأطلال والحنين إلى الماضي، جعل مسؤولي الوداد يبحثون عن شبيه لوليد الركراكي، لكنه للأسف كان شبيها في الشكل وليس المضمون، وشتان ما بين اليزيدين في الندى، فكانت صفعة الخروج من الموندياليتو على يد الهلال السعودي بسيناريو غريب، إضافة إلى النتائج الضعيفة والأداء الباهت للفريق من الأسباب التي سرعت في خروج التونسي من الباب الصغير الخلفي.
تواصل التخبط وتم منح الفرصة لعبد الإله صابر وحسن بنعبيشة لقيادة الفريق، وبعدها تم تعيين الإسباني خوان كارلوس غاريدو الذي لم يعمر طويلا بعد حملة انتقادات كبيرة من الجماهير الودادية.
وبعدها مباشرة، تم التعاقد مع البلجيكي زفين فاندنبروك بشكل مفاجئ وسط حيرة واستغراب، خاصة أن سجله المهني يكشف بالواضح أنه ليس بالمدرب الحاسم والقادر على إيجاد ترياق يشفي مرض الفريق، فكان بطلا لصدمة كبرى بضياع لقب دوري أبطال إفريقيا على أرضية دونور أمام الأهلي المصري، ليأتي بعدها ضياع لقب البطولة لصالح الجيش الملكي في آخر ثواني الجولة الأخيرة بمثابة المسمار الأخير في نعش الوداد.
كل هذا ونحن لم نفتح ملف سوء تدبير العائدات المالية المهمة التي حصدها الفريق خلال الموسم الماضي أو تعويض لاعبين بقيمة مبينزا وداري، ولم نتحدث عن غياب المعسكر الاعدادي والتسيير الأحادي والمشاكل الإدارية..
الجميع مطالب بوقفة تأمل ومراجعة النفس وترتيب الأوراق، فخمسة مدربين في موسم واحد يعد عارا رياضيا وفعلا شاذا لم ولا نشاهده في فرق الصفوة، أما ضياع خمسة ألقاب في سنة واحدة فيعد فضيحة رياضية في أروقة فريق بقيمة وداد الأمة.