عشنا خلال الأيام الماضية ملحمة رياضية مغربية جديدة كان بطلها المنتخب الوطني المغربي النسوي، وما حقق خلال كأس العالم للسيدات أستراليا/نيوزيلندا 2023 بوصوله إلى ثمن النهائي في أول مشاركة له عبر التاريخ في المحفل العالمي.
وانتظر الشعب المغربي موعد عودة اللبؤات بكل أطيافه للاحتفاء بهن واستقبالهن وشكرهن على ما قدمنه في مونديال السيدات، وتشجيعهن على بدل المزيد والاستمرار في الاشتغال للرفع من مستوى الكرة النسوية المغربية وتحقيق نتائج أكبر.
لكن تحركت رياح “سوء التنظيم” بما لم تشته “سفن المغاربة” ومعهم “الصحافة الرياضية الوطنية” التي كانت حاضرة لتغطية “وصول المنتخب النسوي” وكادت أن تعصف بالفرحة التي سادت الأجواء.
القصة انطلقت بعدما تواصلت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع الصحافة في شخص مسؤولها “أ.م”، وحاولت توفير كل الظروف المناسبة لتسهيل مهمة تغطية وصول اللبؤات، وعند وصولنا إلى مطار محمد الخامس الدولي تفاجأنا بالعديد من العقبات.
تعذر على بعض الصحفيين دخول المطار من محطة القطار (إجراء أمني) ومنعت البقية من ولوج البوابة الرئيسية، بذريعة عدم توفرهم على أوامر بالسماح للصحفيين بالدخول أو القيام بأي تغطية، في غياب تام أو بالأحرى تجاهل كامل للجسم الصحفي.
وانتظر الزملاء الصحفيون لأكثر من ساعة ونصف وسط عشوائية و”تسخسيخ” في التنقل بين المحطة رقم 1 (T1) والمحطة رقم 2 (T2)، ولم يظهر أي شخص لينفذ ما تم الاتفاق عليه رفقة الجامعة الملكية، قبل أن تبدأ عملية الضغط بعد نزول طائرة المنتخب الوطني النسوي، ليتم بعدها السماح بالدخول لكن بدون الوصول إلى البهو الداخلي للقيام بالتغطية الخاصة.
الانتظار ازداد ومباشرة بعد خروج بعثة المنتخب الوطني النسوي من مطار محمد الخامس، تواصلت المضايقات من أشخاص لا نعلم صفتهم ولا دورهم ولا مهمتهم، فقاموا بإبعاد اللاعبات ومنعوا الصحفيين من أخذ التصريحات وزادوا في الشطط في استعمال السلطة والقوة، وكادت أن تتحول هذه الاستفزازات إلى ما لا يحمد عقباه.
يحز في النفس أن نعيش بإيقاعين مختلفين، فتطور الكرة الوطنية وانجازات أنديتها ومنتخباتها يقابله عشوائية تنظيمية و”بلطجة” تسييرية وقمع للجسم الصحفي أثناء قيامه بمهامه، وواقعة مطار محمد الخامس ليست إلا قطرة في هذا البحر..