أ ف ب
ينشغل الاطباء حول النمسوي كريستشن ريدل الممد والفاقد للوعي على سطح بحيرة فاينسينسي المتجمدة بعدما فشل في تحطيم رقم قياسي للغوص بقطع النفس تحت الجليد… فهذا المغامر ينتمي إلى مجموعة صغيرة تمارس هذه الرياضة القصوى في مياه صقيعية.
وقال ريدل (43 عاما) بعد فشله في مغامرته الجمعة الماضي لوكالة فرانس برس وقد استعاد وعيه «بالنسبة إلي، ليس في الامر مخاطرة، وهو أمر يحصل».
كان هدفه الغوص على عمق 71 مترا في بحيرة فاينسينسي المغطاة بحوالى 30 سنتيمترا من الجليد، والتي تبلغ درجة حرارة مياهها درجتين مئويتين وهو يرتدي بزة ويضع زعانف فقط.
لكن الجهد الذي بذله بشكل مفرط في طريقه إلى أعلى، أدى إلى نقص الأكسجين في الدماغ ما تسبب في فقدانه الوعي.
وقد سحبه أحد الغواصين الستة المسؤولين عن سلامته إلى سطح الجليد حيث كان ينتظره فريق طبي مع قناع خاص لتزويده الأكسجين.
ويعتبر هذا الحادث الفصل الأجدد في حياة هذا الأربعيني الشغوف بالغوص الذي بدأ لديه في سن السادسة عندما قدم له عمه زعانف وقناعا للغوص كهدية.
وكان يضع تلك المعدات للغطس في بحيرة فيينا، قبل أن يبدأ ممارسة الغوص في سن العاشرة.
وبعد سبع سنوات، شاهد «لو غران بلو» للمخرج الفرنسي لوك بيسون الذي يدور حول الصداقة والمنافسة بين اثنين من ممارسي الغوص الحر.
وروى ريدل «غير هذا الفيلم حياتي بشكل كامل لأن حلمي كان أن أصبح مثل الممثل جان رينو فيه، حامل لقب عالمي».
لكن التزامات العمل عنت أنه كان لديه أشهر الشتاء فقط لمحاولة تسجيل الأرقام القياسية ما جعله يتخصص في الغوص في الجليد الامر الذي أكسبه لقب «رجل الثلج».
في عمر الثلاثين، ترك وظيفته في مجال الاستثمار المصرفي ليمتهن الغوص الحر وأعال نفسه من خلال التدريس والمشاركة في بعض الأدوار التمثيلية.
وقد أعطته ميزته المتمثلة في حبس أنفاسه تحت المياه لمدة تصل إلى ست دقائق، قدرة على تأدية أدوار جثث غارقة.
سجل رقمه القياسي الأول في العام 2003 بعدما غاص لمسافة أفقية امتدت على 90 مترا تحت الجليد.
واللافت في هذه المغامرة الأخيرة هو أن ريدل لم يقم إلا بالغوص مرة واحدة في بحيرة فاينسينسي من قبل، وقد استعد لها في مسبح داخلي في ضواحي فيينا.
وقال ريدل لوكالة فرانس برس الجمعة الماضي قبل تنفيذه الغطسة «أفعل كل شيء باستخدام قوتي العقلية حتى لا يؤثر علي البرد».
ويدرك الغواص النيوزيلندي ومنافس ريدل آنت وليامز صاحب الرقم القياسي الذي أراد النمسوي تحطيمه، تحديات الغوص في مياه متجمدة بشكل جيد جدا.
وأوضح لوكالة فرانس برس من خلال رسالة بالبريد الإلكتروني «المياه ليست متجمدة فحسب بل مظلمة جدا ومخيفة».
وأضاف أن الغوص في مياه مماثلة «أصعب من الغوص العادي وأكثر إزعاجا منه» ، مشيرا إلى أنه يعتبر منافسه النمسوي «موهوبا» و«لديه القدرة على تحطيم رقمه القياسي».
وعن الأصعب غطسة له حتى الآن، قال ريدل إنها كانت في بحيرة غوكيو في نيبال البالغ عمقها 5160 مترا ما تطلب منه التدرب لمدة ستة أشهر للتعامل مع نقص الأكسجين في مياهها.
وتابع «أول عشر أطباء قالوا لي .. إن تنفيذ الامر مستحيل..ستموت».. مضيفا «أما الطبيب الحادي عشر فقال .. نعم ستموت إلا أنها مغامرة رائعة..وأنا ركزت على الجزء الثاني من الجملة».
قال إرنست تيرنشيك الذي يملك مدرسة غوص في فاينسينسي ويعرف ريدل منذ أكثر من 20 عاما إن عددا متزايدا من الغواصين يأتون إلى البحيرة لتجربة الغوص في الجليد.
عندما بدأ تعليم الغوص قبل 30 عاما، وجد كثر أنه أمر مضحك وأضاف «الآن الجميع يتحدث عن هذا الأمر… وهم يدهشون بما يرونه تحت المياه».
ولفت ريدل إلى أن «أجمل لحظة في هذه الرياضة هي عندما تعود إلى سطح المياه وتأخذ أنفاسك الأولى، كأنك تولد من جديد. هذا مذهل فعلا».
لكن ريدل أقر بأن هذه الرياضة تصبح ممارستها أصعب بالنسبة إليه وقال «أشعر مع تقدمي في السن بأنني في حاجة إلى تدريب أكثر بكثير مما كان عليه الوضع قبل تسع سنوات عندما سج لت أول رقم قياسي».
ومع ذلك، اعترف بأنه قد لا يكون قادرا على مقاومة محاولة أخرى لتحطيم الرقم القياسي.