تتقاطر الأسئلة من كل حدب وصوب، وتتزايد علامات الاستفهام لتحاصر موضوع المدرب الحسين عموتة ومزاوجته بين تدريب المنتخب الوطني الأولمبي وفريق الوداد الرياضي، وما حقيقة ازدواجية مهامه وما طبيعة العقد الذي يربطه بالجامعة الملكية المغربية.
وطرحت وضعية الحسين عموتة نقاشا حادا بين المتابعين للشأن الرياضي في المغرب، بعد قرار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم القاضي بحل المنتخب المحلي وتعويضه بالمنتخب الأولمبي، للمشاركة في كأس إفريقيا للمحليين “الشان” التي ستحتضنها الجزائر.
وفي ظل الوضع المثير والحساس للحسين عموتة، بين التزامه بقيادة الوداد في رحلة الحفاظ على لقبي البطولة الاحترافية ودوري أبطال إفريقيا، واقتراب موعد انطلاق الشان، الذي يحمل المغرب لقب نسختيه الماضيتين، يضع متتبعو الشأن الكروي المغربي فوزي لقجع في مرمى النقد، مطالبين بتوضيح الأمور وإزالة كل لبس حول الوضعية القانونية للمدرب.
ووضعت المادة 14 من قانون التربية البدنية والرياضة، المؤطر للمارسة الرياضية بالمغرب، الجامعة الملكية المغربية في موقف حرج بعد منحها المدرب الحسين عموتة إمكانية المزاوجة بين تدريب الوداد الرياضي والمنتخب الأولمبي.
وتنص المادة المذكورة على أنه “لا يجوز للرياضي (ة) أو الإطار الرياضي (ة) أن يوقع أكثر من عقد رياضي واحد عن نفس الفترة”، وهو ما يتنافى مع وضعية الإطار الحسين عموتة الذي يربطه عقد بالوداد والجامعة الملكية المغربية.
ودخل اللاعب الدولي السابق ومحلل قنوات “بي ان سبورتس القطرية يوسف شيبو، على خط الموضوع بعدما نشر على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، رسالة ينصح فيها الجامعة الملكية بتعيين سعيد شيبا مدربا للمنتخب الوطني الأولمبي، بعد النتائج والمشاركة المميزة في البطولة العربية الأخيرة مع المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة، عوض الحسين عموتة الذي فشل في تحقيق نتيجة إيجابية في المباراتين الوديتين أمام المنتخب السينغالي.
لكن في تطور مفاجئ، تناقلت العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي إضافة إلى بعض المنابر الإعلامية خلال الساعات الماضية، خبرا يفيد ب”اشتغال عموتة على رأس العارضة التقنية للمنتخب الأولمبي بدون عقد يربطه بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم” لتفتح بابا جديدا لنقاش قانوني حاد.
وطالبت الجماهير المغربية المسؤولين بإعطاء توضيح وتفسير منطقي للوضعية القانونية التي تربط الحسين عموتة بالجامعة الملكية وإشرافه على المنتخب الأولمبي، وهل يوجد هناك أي لبس أو خلل في الموضوع.
وأكد عدد من الجماهير أن هذه الأخبار المنتشرة مؤخرا زادت الطينة بلة، وضاعفت من حجم المشكل، بعدما صارت أصابع الاتهام موجهة بشكل مباشر للجامعة ومسؤوليها، التي وجدت نفسها بين مطرقة “إزدواجية المهام” وسندان “الاشتغال بدون عقد”.
وفي اتصال هاتفي لموقع “أنفوسبور” مع عبد الرحيم الوزاني، الخبير في القانون الرياضي، فقد أكد الأخير أن ارتباط الجامعة الملكية بالحسين عموتة ثابت ولا يمكن إخفاؤه، وهو ما ينطبق على “ازدواجية المهام”.
وقال الوزاني: “من خلال بلاغات رسمية، هناك عقد ثابت يجمع الحسين عموتة وطاقمه التقني بالجامعة الملكية المغربية، والذي بموجه تولى الإطار الوطني تدريب المنتخب المحلي وبعده قيادة المنتخب الأولمبي”.
وشرح الوزاني الوضعية قائلا: “الإعلام لا يتوفر على نسخ العقود كما كان الحال دائما لأنها تبقى سرية، لكن الثابت في الأمر أن عموتة كان حاضرا في دكة المنتخب الأولمبي، وهو ما يؤكد وجود عقد ساري المفعول يشتغل بموجبه تحت إمرة الجامعة، شأنه شأن مساعده مصطفى الخلفي”.
واختتم الوزاني تصريحه: “وجود بند في العقد النموذجي الذي يسمح للإطار أن يوقع عقدين باتفاق مسبق مع الفريق الأول، لاغ، لأن القانون الذي يسود هو قانون 30/09 وهو القانون الآمر الذي يؤطر الرياضة”، متسائلا: “ما هي الخطوة والإجراءات التي ستسلكها الفرق التي واجهت الوداد لضمان حقها في الاعتراض ؟”.
ورفض عموتة، الرد على أسئلة بعض الصحفيين، بعد نهاية المباراة بين الفريق الأحمر وضيفه نهضة بركان برسم الجولة الرابعة من البطولة الاحترافية، بخصوص قدرته على التوفيق بين تدريب الأحمر والأسود، ليكتفي بالتعليق بنبرة غاضبة: “لا تسألني.. اسأل المسؤولين عن هاته الأشياء”.
من جانبه، أكد مقربون من البيت الأحمر أن موقف الوداد قانوني بحكم مصادقة الجامعة على العقد الذي يربطه بالحسين عموته، وأن الأمر لا يتعدى كونه زوبعة في فنجان كرد على بوليميك ملف فوزي البنزرتي في مباراة الرجاء الرياضي وأولمبيك أسفي.
يشار إلى أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كانت قد قررت، في إطار الهيكلة الجديدة للإدارة التقنية، الاستغناء عن المنتخب الوطني للاعبين المحليين الذي يشرف عليه الحسن عموتة، حيث أكد رئيس الجامعة، فوزي لقجع، تعويض المنتخب المحلي في مشاركاته المقبلة بالمنتخب الأولمبي.