مدة طويلة وسنوات عجاف، فرضت على كل متيم بحب نادي الجيش الملكي أن يحلم بعودة زعيم الكرة المغربية إلى سابق عهده واستئناف شهيته في “ابتلاع” الألقاب، حتى كادت أن تصير مقولة “عودة الزعيم” نذير شؤم كلما رددها أنصاره بداية كل موسم، فتتحول مع توالي الأسابيع إلى كابوس حقيقي يزعج منام كل عسكري.
إلا أنه قبل سنتين، وبالضبط بعد التحاق المدرب عبد الرحيم طاليب بالدكة، بدأنا نلمس هذه “العودة” شيئا فشيئا، وخاصة منذ الانتصار على الوداد بالبيضاء 3/1 في لقاء الكأس، في مباراة تألق فيها رضى سليم، الذي دشن ظهوره على الساحة الكروية بهدفين في مرمى ياسين الخروبي…موسم أنهاه جنود العاصمة في رتبة خامسة، هي أفضل بكثير من تلك المواسم التي كان النادي يضمن فيها البقاء بشق الأنفس.
التحاق المدرب البلجيكي فاندربروك بالكتيبة واكبه تطور كبير على مستوى الأداء والنتيجة، فعاد الفريق لمعانقة كأس العرش بعد غياب طويل، واحتل المرتبة الثالثة سنتين متتاليتين وراء غريميه البيضاويين.
هذا الموسم، يبدو الممثل الأول للعاصمة أكثر استقرارا وقوة من كل الجوانب، لا من ناحية الإدارة التقنية ولا التركيبة البشرية؛ فالطاقم التدريبي – وإن رحل فاندربروك – إلا أن الباقي كله موجود، والتحاق المدرب الفرنسي Da Cruz هو – في الحقيقة – تتمة لسلفه باعتباره كان مديرا تقنيا للفريق وعارف بخبايا العمل الذي أنجزه البلجيكي. لذلك فانضمامه كان مدروسا من أجل السير بنفس الطريقة، والسعي لتطويرها بشكل يحقق نتائج أفضل.
أما من ناحية التركيبة البشرية، فإن انتقال الشيبي للدوري المصري لن يؤثر بتاتا باعتبار التنافس الكبير الذي أبداه الظهير الآخر محمد مفيد الذي برهن حسن استعداده لسد هذا الفراغ.
أكثر من ذلك، فالانتدابات كانت مدروسة بالتحاق عنصرين مهمين بالفريق: العربي الناجي وأحمد حمودان ليشكلا مع البقية الباقية من الثوابت توليفة قوية قادرة على الفوز في كل مباراة.
إذن فلننتظر “عودة الزعيم” فعليا ابتداء من هذا الموسم، لأن البداية مبشرة جدا: عشر نقاط من أربعة لقاءات وصدارة مشتركة، وتأهل أمام فريق نيجيري صعب في كأس الكاف، كلها مؤشرات تدل أن “الزعيم” عائد للزعامة من جديد.