بفوزه الأكبر في تاريخ مشاركاته في أمجد الكؤوس الإفريقية، حقق الوداد الرياضي عدة أرقام قياسية غير مسبوقة على الصعيد الوطني: أولاها كونه الفريق المغربي الوحيد الذي لم يُقص أبدا في الأدوار التمهيدية في منافسة عصبة الأبطال الإفريقية؛ وثانيها كفريق مغربي وحيد لم يتخلف عن دور المجموعات كلما شارك في العصبة؛ وثالثها هي ما حققه يوم أمس الأحد بتوقيعه على المشاركة الثامنة على التوالي في دور المجموعات كإنجاز مغربي غير مسبوق.
البداية كانت سنة 2016، وبعد تأهله عن دور 64 على حساب كنابس من مدغشقر ب3/6 في مجموع اللقاءين، أوقعته القرعة مع حامل لقب النسخة الماضية والحائز على المسابقة خمس مرات في تاريخه، لكن أصدقاء الهجهوج استطاعوا إسقاط العملاق الكونغولي تي بي مازيمبي بعد فوزهم ذهابا بمراكش بهدفي نصير والهجهوج والتعادل في كينشاسا بهدف لمثله من توقيع الهجهوج، وليتأهل الفريق إلى المجموعات بعد غياب خمس سنوات عن المنافسة الأغلى قاريا.
سنة التتويج الإفريقي “2017”، واجه فيها الوداد صعوبات كبيرة في العبور إلى دور المجموعات، عندما انتصر بشق الأنفس بالرباط على مونانا الغابوني بهدف ويليام جيبور، وخسارة بنفس النتيجة إيابا في ملعب متهالك، لتكون ضربات الترجيح الفيصل بعد تألق زهير العروبي في صد إحداها، ونجاح كل لاعبي الوداد في إسكان الكرة الشباك، والبقية معروفة بالتتويج آخر المطاف بالأميرة السمراء على حساب الأهلي بهدف بنشرقي ذهابا في القاهرة ورأسية الكرتي إيابا بالدار البيضاء.
سنة 2018 كان التأهل سهلا إلى المجموعات بعد ملاقاة ويليامسڤيل الإيفواري في الدور التمهيدي، حيث قاد اسماعيل الحداد زملاءه إلى فوز ساحق ذهابا ب2/7، لتكون مواجهة الإياب شكلية لعبها فوزي البنزرتي بتشكيلة احتياطية وانهزم الفريق ب0/2. نسخة سقط فيها الوداد في دور الربع على يد وفاق سطيف الجزائري بعد أيام من تخلي المدرب التونسي على الوداد بداعي الواجب الوطني، وتولي عبد الهادي السكيتيوي زمام التدريب في ظروف صعبة.
موسم 2019/2018 تأهل الوداد بصعوبة بالغة إلى دور المجموعات، وكان هدف أوناجم من ضربة جزاء في لقاء الإياب ضد جاراف السينغالي حاسما في تجاوز الدور التمهيدي والتواجد في المجموعات للمرة الرابعة تواليا، بعدما فاز الوداد بالبيضاء بهدفي جيبور والناهيري، أما البقية الباقية من هذه النسخة فقد انتهت بفضيحة لن ينساها الوداديون بعد حادثة ملعب رادس العالمية.
أما موسم 2020/2019 فقد تخطى الوداد الدور التمهيدي بسهولة بالغة بعد فوزه ذهابا وإيابا على نواذيبو الموريطاني: 2/0 بنواكشوط و 1/4 بمركب محمد الخامس، في نسخة مر فيها على كرسي احتياط الوداد خمسة مدربين بدءا بمانولوڤيتش، مرورا بعبد الإلاه صابر، دوصابر، غاريدو وأخير غاموندي، فكان من الطبيعي أن يقف مشوار الفريق في سنة كورونا الأولى على يد حامل اللقب الأهلي المصري.
فترة كورونا الثانية، عرفت عودة فوزي البنزرتي ليأخذ بزمام الأمور في موسم 2021/2020، وقد أوقعت القرعة الوداد في مواجهة الملعب المالي في الأدوار التمهيدية. الحمر انهزموا ذهابا في مالي بهدف لصفر، وفازوا إيابا بهدف الكعبي وثنائية الليبي مؤيد اللافي..نسخة كانت تبدو سهلة لولا استصغار اللاعبين لخصمهم في دور النصف، وتعنت البنزرتي قبلهم في تطبيق مبدأ المداورة في التركيبة، وتحكيم فاسد في مباراة الإياب، ليخرج الوداد على يد كايزر شيفز، مفوتا على نفسه فرصة لعب النهائي على أرضه.
التأهل السابع تواليا كان في الموسم الماضي، وواجه فيه الوداد فريق Hearts of Oak الغاني، ورغم بعض الشكوك بعد أداء باهت في غانا والرجوع بهزيمة 0/1، كان رد فعل الراكراكي ولاعبيه – بعد انتقادات حادة – قويا، وفازوا بحصة كبيرة وصلت إلى 1/6، وليبصم الفريق بعد ذلك على مشوار متميز في دور المجموعات، بتحصله على 15 نقطة كرقم قياسي لم يسبقه إليه فريق افريقي، منهيا موسم 2022/2021 بتتويج مستحق على حساب الأهلي المصري بهدفي زهير المترجي.