حفل ديربي الوداد والرجاء بالعديد بالأحداث المميزة. لا يمل جمهور الفريقين من الحديث عن الفرص التي نجح فيها اللاعبون في توقيع قنطرة صغيرة، أوحتى حركة جسد، أسقطت لاعب الفريق المنافس، أو تسببت في طرده، أو حتى إنذاره، لكن مع ذلك تبقى لبعض الأهداف التي سجلت في الديربي طعم خاص، فهي إما سجلت بطريقة فنية سحرت الجمهور، أو في لحظة حاسمة غيرت مسار الفريق والبطولة.
اللويسي.. هدف التسونامي
علق هدف هشام اللويسي في مرمى الرجاء بذاكرة محبي الديربي. فالهدف الذي سجله في الدقيقة 106، ليس فقط الأشهر في تاريخ المواجهات بين الفريقين، وليس هدفا رائعا بالنظر إلى الطريقة التي نفذ بها، ولكن أيضا إلى الأثر الذي خلفه.
حدث ذلك يوم 24 ماي من سنة 2006، حيث كان موعد مباراة الإياب بين الفريقين. آنذاك كان الوداد يكفيه التعادل للتتويج بلقب الدوري، لكن على أرضية الملعب كان الرجاء سجل هدف السبق بواسطة عبد اللطيف جريندو (ضربة جزاء) بعد 35 دقيقة فقط من بداية المباراة. بينما كانت المباراة تسير إلى نهايتها سدد اللويسي الكرة بقوة، لتسكن شباك اسماعيل كوحا، وليمنح الهدف الوداد لقب الدوري بعد أن عجز عن ذلك طيلة 13 سنة. نسبة إلى قوة تسديدة اللويسي أطلق محبو الوداد لقب “التسونامي” على هدف يستحق أن يصنف ضمن أجمل أهداف الديربي.
مايغا هدف بـ “السيزو” في مرمى لمياغري
من أجمل الأهداف التي سجلت أيضا الهدف الذي سجله اللاعب المالي السابق في صفوف الرجاء مويبو مايغا. حدث ذلك في موسم 2005-2006. بعد ان لعب لفريق الملعب المالي، حمل مايغا قميص الرجاء، الذي خاض معه 47 مباراة سجل خلالها 12 هدفا، قبل أن يحترف بنادي لومان وسوشو، وويست هام يونايتد.
خلال الفترة التي حمل فيها قميص الرجاء، وتحت قيادة المدرب جمال السلامي، استفاد من كرة مررها له المهدي أزوار، ليسكنها في شباك نادر المياغري عن طريق ضربة مقص. انتهت المباراة آنذاك بنتيجة 2-1 لصالح الرجاء.
وخاض موديبو مايغا العديد من المباريات الدولية مع منتخب بلاده، حيث شارك في 4 نسخ من كأس أمم إفريقيا.
آيت العريف..نجم الديربي
يظل عبد الحق آيت العريف واحدا من نجوم الوداد الذين نجحوا في ترك بصمتهم في الديربي البيضاوي.
في دجنبر 2009، تعادل الرجاء البيضاوي حامل اللقب مع جاره وغريمه التقليدي الوداد البيضاوي 1-1 في المواجهة التي جمعت بينهما أمام نحو 70ألف متفرج بملعب محمد الخامس في الدار البيضاء، ضمن المرحلة الـ12 من الدوري المغربي لكرة القدم.
في هذه المباراة كان الوداد في طريقه إلى تحقيق فوز ثمين. بعد تسع دقائق وإثر تبادل كروي بين لاعبي الوداد انتهت سلسلة التمريرات بالكرة بين رجلي آيت العريف الذي أسكنها الشباك، قبل أن يدرك عمر نجدي التعادل للرجاء، أربع دقائق من نهاية المباراة.
ويبقى آيت العريف بطل أشهر ديربي، إذ في موسم 2000-2001، وهي أول مباراة ديربي يلعبها عبد الحق الذي لم يكن يتعدى عمره 17عاما بقرار من أوسكار، حيث أفلح الوداد في هذه المباراة في تسجيل ثلاثة أهداف بمرمى الرجاء، لكن قبل خمس دقائق من نهايتها أقدم أوسكار فيلوني، على إشراك آيت العريف، القادم، من نجم الشباب البيضاوي، وهو القرار الذي اعترض عليه فريق الرجاء، بدعوى توفره على رخصة مزدوجة، في الموسم نفسه، مع كل من الوداد الرياضي، ونجم الشباب، لتحكم الجامعة الملكية المغربية آنذاك، ببطلان نتيجة المباراة، ومنحت الفوز للرجاء بنتيجة ثلاثة أهداف لصفر.
حسن الطير.. ضربة خطأ لن تنسى
شهد الديربي رقم 110 بين الغريمين (أبريل2011) هدفا يعتبره محبو الرجاء واحدا من أجمل الأهداف التي سجلها الفريق في مرمى الوداد. في تلك المباراة نجح فريق الوداد في الوصول أولا إلى شباك طارق الجرموني. سجل هدف الوداد عبد الرحيم بنكوجان في الدقيقة 69، وقبل ذلك كان ياسين الصالحي قريبا من تسجيل هدف السبق، إذ سدد الكرة بقوة من داخل مربع العمليات، غير أن نادر المياغري، تألق في صدها.
في الدقيقة 74 طرد الحكم بوشعيب لحرش، سعيد فتاح بعد إنذاره للمرة الثانية خلال المباراة، وهي فرصة استغلها الرجاء للضفط أكثر على الوداد في نصف ملعبه، وهو ما تأتى له بعد إسقاط أحد مهاجميه في الدقيقة 77، حيث أعلن الحكم عن ضربة خطأ مباشرة على مشارف مربع العمليات سددها حسن الطير بذكاء في شباك الحارس نادر المياغري , مدركا التعادل الذي كان منصفا للفريقين معا.
علما أنه بنفس الطريقة كان سجل رشيد الداودي للوداد، هدفا في الديربي، مما ساهم في تمكين الوداد من الفوز بلقب البطولة سنة1993.
النجاري..أسرع هدف وبطل مباراة “شعبان”
تألق عمر النجاري، الذي عرف بمهارته الكروية، في صفوف الرجاء بشكل لافت، لذلك ظل محبو الرجاء يلقبونه ب”المايسترو”.
سجل عمر النجاري أجمل أهدافه في مرمى الوداد، بل واحدا من أجمل أهداف البطولة الاحترافية في مرمى النادي المكناسي، بعد أن نجح، على طريقة ميسي، في مراوغة خمسة لاعبين، لكنه أيضا ترك بصمته في الديربي، بل في واحدة من أشهر المباريات التي جمعت الغريمين.
تفنن في المراوغات، وكان لا يخطئ في تمريراته الحاسمة إلا نادرا، أزعج منافسيه، وساهم بشكل لافت في الحفاظ على هوية لعب الرجاء وتقاليدها الكروية، أما أجمل أهدافه فقد سجلها في مرمى الوداد موسم 1995-1996، حين نجح في تسجيل أسرع هدف في مباراة الديربي، وهي المباراة التي اختار محبو “النسور الخضر” تخليدها ب”مباراة شعبان”. سجل النجاري الهدف الأول في المباراة من تسديدة مركزة من خارج مربع العمليات، وأضاف مصطفى خاليف وعبد الكريم نزير الهدفين الثاني والثالث، قبل أن يصطدم الفريقان في مباراة كأس العرش، التي حسمها الرجاء لصالحه بنتيجة5-1.
بيضوضان.. هداف بقميص الغريمين
شارك مصطفى بيضوضان في 14 مباراة ديربي بقميصي الرجاء والوداد خلال مساره الكروي، تمكن خلالها من تسجيل خمسة أهداف، ثلاثة منها سجلها بقميص الرجاء على الوداد.
بعد أربعة مواسم أمضاها مع الرجاء، اختار مصطفى بيضوضان الدفاع عن قميص الوداد، وفي أول مباراة سيلعبها بقميص الوداد فوجئ بجمهور الرجاء يطلق صافرات الاستهجان ضده بسبب مغادرته الفريق، بينما كان جمهور الوداد يضغط عليه من أجل التسجيل ضد الرجاء، خصوصا أن موعد المباراة حل دون أن يكون بيضوضان نجح في هز الشباك، غير أنه في هذه المباراة سيسجل هدفين في مرمى الرجاء، سجلهما في الدقيقتين 91 و92. علما أن المباراة كانت تخص ربع نهائي كأس العرش لموسم 2006-2007.