لا يختلف اثنان في كون وليد الركراكي خلق الحدث في مونديال قطر، ليس فقط بالوصول رفقة أسود الأطلس إلى دور نصف نهائي كأس العالم، بل بطريقة تدبيره لشؤون المنتخب، وكيفية تعامله مع العناصر الوطنية.
وليد، البالغ من العمر 47 سنة، قدم منتوجا جديدا في التدريب، يمزج فيه بين التكتيك والعلاقات الإنسانية، ومعه تعرف الجمهور على وصفات جديدة في مطبخ التدريب كانت توابلها الأساسية الحفاظ على اللحمة بين جل أفراد المنتخب، وتذويب الفوارق وإبعاد التنافرات والتجمعات الثلاثية والثنائية من محيط الأسود.
الأسد الركراكي دخل “غابة” المونديال مسلحا بنظام الطاقة الإيجابية، موجها خطابا بسيطا من الموروث المغربي. وأقوى رسائل الركراكي هي اعتبار المنتخب بمثابة العائلة الكبيرة، التي تحتوي كل الهموم والمشاكل وفيها كل الحلول والبدائل، وفي هذه العائلة رمز كبير لا يمكن تجاهل توجيهاته لتحقيق الأحلام والأهداف وتكسير المستحيل، ألا و هو الوالدان (الأب والأم). فتشبث الركراكي بهذه الرمزية ترجمها على أرض الواقع بتقديم طلب للجامعة باستقدام آباء وأمهات وأقارب اللاعبين، لمنحهم جرعة “الرضا” عن قرب. وفعلا هذه الخطوة كان لها الأثر الطيب على اللاعبين.
وإلى جانب رمزية العائلة تشبث الركراكي بتيمة النية والإيمان لترجمتها على أرض الواقع، وكان دائما يؤكد أن الإنجازات التي حققها المغرب في المونديال رهينة بالعمل والتطبيق الجيد للخطط، إضافة إلى النية لتحقيق ذلك.
وكيفما كانت النتيجة المقبلة في المونديال، فإن نسخة قطر ستبقى شاهدة على أجمل مشاركة للكرة المغربية في تاريخ مشاركاتها المونديالية.