شكلت سنة 2022 طفرة واستثناءً في كرة القدم الوطنية وعدد انجازاتها على كل الأصعدة، قاريا وعالميا، وبكل أجناسها وأشكالها، ذكورا وإناثا، ومن الكرة الاعتيادية إلى كرة القاعة وصولا إلى مبتوري الأطراف.
فلم يكن أكثر المتفائلين ينتظر الإنجاز والإعجاز الذي حققه المنتخب الوطني المغربي لمبتوري الأطراف في كأس العالم دورة إسطنبول 2022، وهو الذي يشارك للمرة الأولى في العرس العالمي ولم يكمل السنة على أول تجمعاته.
فؤاد عسو أخد زمام أمور قيادة المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم لمبتوري الأطراف منذ نشأته وأهله لنهائيات كأس العالم وآمن بقدرات أفراده على تحقيق الإنجاز ورفع راية المغرب عاليا.
بدأت الرحلة بفوز ساحق على منتخب إيرلندا بنتيجة ستة أهداف دون رد، في أولى مباريات دور المجموعات، ثم هزيمة أمام البرازيل بهدفين دون رد، قبل التعادل مع إيران بصفر لمثله، والذي كان كافيا لضمان بطاقة التأهل باحتلاله للمركز الثالث في المجموعة الرابعة بأربع نقاط.
رفاق محسن شغاغ وإلياس السبيع تجاوزوا المنتخب الأرجنتيني برباعية نظيفة في ثمن النهائي قبل أن تتوقف المسيرة أمام المنتخب التركي صاحب الأرض والجمهور، بأربعة أهداف لهدف في مباراة ربع النهائي.
توقف الزحف نحو اللقب المونديالي لم يوقف الحلم والانجاز، فتحول الأسود إلى مباريات تحديد المراكز، إذ نجحوا في الإطاحة بالمنتخب الايطالي بثلاثية نظيفة، والتأهل لمباراة تحديد المركزين الخامس والسادس، والتي ثأروا فيها من المنتخب البرازيلي بفوزهم بهدفين لصفر، في مباراة متجددة، محققين الرتبة الخامسة في منافسات كأس العالم دورة تركيا 2022.
مهارات وقدرات لاعبين المنتخب الوطني لأصحاب الهمم، جعلته حديث الصحافة العالمية وفتحت أمامه أبواب التقدير والاعجاب في كل بقاع العالم المتابع لكأس العالم لمبتوري الأطراف، إلا داخل المغرب، حيث لم يلق أسود فؤاد عسو أي مقابل، مادي أو معنوي، ليكون فقد دعما لهم لمواصلة المشوار والتطور في مشروع رياضي يعد بالشيء الكثير وقد يقود لتحقيق إنجاز جديد في أقرب فرصة ممكنة.
تدوينة فؤاد عسو، مدرب منتخب مبتوري الأطراف، بعد العودة إلى أرض الوطن، حملت بين طياتها غصة وحزنا بسبب التجاهل الذي طال هذه النجوم التي رفعت راية المغرب عاليا في المونديال، فدفعته للتأسف لغياب استقبال رسمي من الجهات العليا، وغياب دعم مادي أو معنوي، لمنتخب وطني حقق إنجازا تاريخيا، واحتل المرتبة الأولى عربيا، الثانية إفريقيا، والخامسة عالميا في أحسن المنتديات العالمية، ليدق ناقوس الخطر وينذر بأن هذا المشروع يعيش الإهمال، لكنه ومنتخبه مثلوا المغرب “فابور”ويفتخرون بذلك لأنهم يحبونه.
حداثة تكوين منتخب مبتوري الأطراف، مقارنة مع ما حقق من إنجازات، يفرض على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وضعه في مخططاتها المستقبلية، على غرار منتخب كرة القاعة والمنتخبات النسوية، لدعمه وتحفيزه وتطويره في أفق تحقيق إنجازات كبرى.