بعد أن كان نادي الرجاء الرياضي يعتبر من بين أندية هذا القرن، شاءت الأقدار أن تتوقف مسيراته القارية، في آخر نسخ المسابقات الإفريقية، في دور الربع أو النصف.
الجمهور حمل دائما مسؤولية ما يقع لمكاتب التسيير التي تعاقبت على النادي، في ظل تسديد الأنصار دين ما يقع على عاتقهم، من حضور ومساندة ودعم، وتنقل وفي بعض الأحيان مورد مالي لفك الأزمات.
جل الرؤساء قدموا الوعود بحل الأزمة، وكان آخرهم عزيز البدراوي، الذي أسكت الجمهور في البداية، بأقوال “زنقوية” ك”غادي نبلبلوها”، “سعيد الناصيري ها أنا جيت”، قبل أن يكشف أمره ويختفي عن الأنظار بقوله “سعيد ها أنا مشيت”.
اليوم، رحلة جديدة مع مكتب مديري جديد، يترأسه أحد أبناء النادي الأخضر، من أقدم المنخرطين، والأهم رئيس سابق حقق مع النسور، ما عجزت عنه لحدود اللحظة كل أندية المغرب، والكل يعلم أن الحديث هنا عن نهائي كأس العالم للأندية أمام فريق اسمه بايرن ميونيخ.
لن نتحدث عن الماضي، لأن الرجاء سيبقى نسره عاليا في سماء المغرب، إفريقيا وأمام كل العرب، وإن صح التعبير وكما يقول الجمهور “الرجاء كتمرض وعمرها تموت”.
محمد بودريقة الرئيس العائد للرجاء، برهان أطلق عليه شعار “تصحيح المسار”، لإخراج الفريق من هفوة الإقصاء التي باتت شبح الخضر في كل المنافسات.
– البداية كانت بإغلاق مركب “الوازيس”
لطالما انتظر الجمهور إعادة هيكلة مركب الوازيس، خصوصا قبل فتح الأكاديمية التي باتت تحتضن التداريب.
فكيف يعقل أن يكون مركب منضوي تحت لواء الرجاء العالمي، بعشب كارثي ومرافق لا يستفيد منها أبناء المدرسة، بمختلف الفئات التي تتدرب هناك.
إغلاق المركب كان أول خطوة للمكتب المديري الجديد، لإعادة الهبة والثقة للاعبين والأطر المشرفة.
– قطع الطريق عن المتربصين بروجي أهولو
لا يختلف اثنان حول الإضافة الكبيرة التي قدمها روجي أهولو لخط وسط الرجاء، منذ التحاقه بالنادي بداية الموسم الرياضي الجاري.
اللاعب وكأنه أحد أبناء الرجاء، يلعب بكل حماس، يقاتل إلى آخر ثواني كل المباريات، من أجل إسعاد الجماهير التي لم ولن تبخل عنه يوما بالدعم، طالما هو داخل أسوار النادي.
فبعد أن قرر فسخ عقده من طرف واحد، بسبب تآخر صرف مستحقاته، نجح مكتب بودريقة الذي كلف الإبراهيمي بالمهمة، في تجديد العقد إلى غاية 2025، وبه انقطع التيار عن المتربصين، الذين حاولوا إغراء اللاعب بالزمالك وكذا فرق الخليج.
– أسلوب الرئيس في لقائه الأول بأصدقاء الزنيتي
الكل كان ينتظر هفوة في الحديث، لكن بودريقة وكما نقول بالعامية “ختر”، وقال بصريح العبارة ما كنا ننتظره من رئيس الرجاء.
المطالبة بتشريف قميص العالمي، واللعب على لقب كأس العرش، من أجل التحضير للموسم المقبل الذي قد يعرف حضور الرجاء في كأس “الكاف”، ويراهن فيه المكتب الجديد على العودة إلى “بوديوم” البطولة، التي غابت عن خزينة النادي منذ موسم “كورونا”.
وفي ظل كل ما يقع، يبقى الرجاء وكما جاء في الرسالة السامية: “النادي الذي يجب الاقتداء به من قبل الأندية”، فكما يقول الجمهور “الرجاء كيهزوها غير ولادها”، من لاعبين ومسيرين.