استدعت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية المسؤولين عن الشركات الساهرة على تهييئ المرافق الرياضية لمدينة الدار البيضاء، وخاصة المركب الرياضي محمد الخامس.
يأتي هذا الاستدعاء بعدما قامت لجنة من قضاة المجلس الجهوي للحسابات التابع للمجلس الأعلى للحسابات، بمعاينة ميدانية لمرافق المركب الرياضي محمد الخامس، حيث وقفت على اختلالات عديدة في بنية المركب، إضافة إلى اختلالات في الميزانية التي تم صرفها في إعادة تهييئ “دونور”.
وسيتم الاستماع لمسؤولي ثلاث شركات (casa aménagement, casa event, casa patrimoine )، في هذا الملف، من أجل معرفة أسباب هذه الاختلالات التي رافقت تهييئ المركب الرياضي محمد الخامس، والذي خصصت له ميزانية ضخمة قدرت بـ 22 مليار سنتيم.
إعفاء شركة “كازا إيفنت” من تدبير المركب الرياضي محمد الخامس، كان هو النقطة التي كشفت المستور، فبعدما تقرر إنهاء إشراف الشركة المذكورة، وتسليم مهام التدبير لشركة “صونارجيس”، تدخل المجلس الأعلى للحسابات، من أجل إعداد تقرير شامل ومفصل عن المركب الذي جرت تهيئته وخصصت له ميزانية ضخمة.
تقرير لجنة القضاة كشف اختلالات بين ما تم الاتفاق عليه قبل انطلاق الأشغال، سنة 2014، بميزانية بلغت 30 مليون درهم، قبل أن يخضع “دونور” لإعادة تهيئة كاملة والتي خصص لها مبلغ 22 مليار سنتيم.
معطيات واخرى دفعت الجمعية المغربية لحماية المال العام، لتقديم شكاية لوكيل جلالة الملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حول اختلالات المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء و”شبهة” تبديد أموال عمومية عقب الإصلاحات التي خضع لها المركب.
ممثلو الشركات المسؤولة عن تهييئ الملعب، سيمثلون أمام وكيل الملك، لتوضيح هذه الاختلالات، خاصة أن الميزانية التي تم تخصيصها للعملية قدرت بحوالي 262.281.173،41 درهما، إلا أن تقرير المجلس الأعلى للحسابات، أكد أن الشركة المعنية قامت بصرف مبلغ 95.304.413،20 درهما، الذي اعتبرته الجمعية تبديدا بالنظر لكون الاتفاقية المبرمة بينها وبين الجماعة لا تنص على القيام بالأشغال المنجزة.
ربط المسؤولية بالمحاسبة هو الشعار الذي يجب أن يرفع في مثل هذه المواقف، خاصة أن تبعات هذا الملف، تجاوزت كل ماهو رياضي أو تدبيري، بل تسببت في خسائر عديدة مادية ومعنوية بشرية.
استثمارات فاقت 23 مليارا لملعب يعتبر من أكثر الملاعب تحطيما للأرقام القياسية في الخضوع للصيانة والإصلاحات، الشيء الذي تسبب في خسائر ليس فقط للرجاء والوداد، بتكبدهما لمصاريف إضافية بسبب الترحال خارج الدار البيضاء، بل حتى للجماهير البيضاوية التي عانت ومازالت وهي تضطر لتتبع مقابلات فرقها بعيدا عن المدينة.
هذه الجماهير التي نبهت غير ما مرة في العديد من المناسبات لهذه الاختلالات، شأنها شأن العديد من المنابر الصحفية، والجمعيات الحقوقية والرياضية، لكن لاحياة لمن تنادي..
لكن القشة التي قسمت ظهر البعير، هي أن الملعب الذي صرفت عليه الملايير، مازال يُزهق الأرواح، أما الخسائر المادية والبشرية وسوء التنظيم فحدث ولا حرج .