في المغرب لا تكاد تنتهي مسيرة لاعب كرة القدم على المستطيل الأخضر حتى يركن إلى زاوية النسيان، لذلك قلما نجح لاعبون سابقون في التواجد على الساحة الإعلامية، غير أن يوسف روسي شكل الاستثناء في كل شيء تقريبا.
ليس فقط لأنه أصبح أول مدرب يتداول اسمه في فضيحة دبلومات التدريب المزورة، ولكن لأنه أيضا كان المدرب الأول الذي يتم جره إلى ردهات المحاكم، قبل أن يتحول من متهم إلى شاهد أساسي في فضيحة كبيرة اسمها “المهم هي المشاركة”.
في مساره كلاعب كرة قدم نجح يوسف روسي في أن يظفر بفرصة لحمل قميص المنتخب الوطني، لكنه فشل في أن يبصم على نفس النجاح كمدرب. فتجاربه في عالم التدريب، على قلتها، متواضعة، إن لم تكن لا تستحق الذكر.
وعلى العكس من ذلك تماما، فقد كانت تدوينة روسي على مواقع التواصل الاجتماعي ضد فوزي لقجع، رئيس الجامعة، كافية لتعيده إلى دائرة الضوء وواجهة الأحداث.
أمام القاضي حكى روسي قصة460 مليار سنتيم التي صرفتها جامعة كرة القدم قبل المونديال في بلد يعاني ما يعانيه من هشاشة وخصاص في العديد من المجالات، ومع ذلك فإن المنتخب لم ينجح في كسب سوى نقطة واحدة.
أسدل الستار على قصة المواجهة بين الرجلين بصدور حكم إدانة ضد روسي، الذي تحدث أيضا عن وجود تلاعبات، لكن دون أن ينتهي الحديث عما أثاره من جدوى صرف كل تلك المبالغ الطائلة من أجل استضافة شخصيات غير مؤثرة، وأيضا عن إصرار الجامعة على تهميش لاعبين كبار، قدموا كل شيء تقريبا لكرة القدم المغربية، ولم تقدم لهم شيئا.
في واقعة الدبلومات المزورة نفى روسي أن يكون تحصل على الدبلوم، حتى يكون مزورا، بينما تصر “كاف” على الأمر.
لذلك يعتقد كثيرون أن توقيف روسي، سيكون فرصة أخرى لإعادة فتح نقاش لا ينتهي، حول كل هؤلاء الذي يشتغلون في حقل كرة القدم، حول أسماء كثيرة لا محل لها من الإعراب. كما هي فرصة لكشف الكثير من الفضائح التي تحدث داخل مؤسسة قارية اسمها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم..مازالت تصر على أن تظل خارج المسار.